كان لي الشرف في المشاركة في طقس تتويج الصف الثاني عشر بمدرسة مسار والذي توّج ثلاثة عشر شابًا وشابةً ببرنامج أقل ما يمكن وصفه بالرائع.
ابدأ القول مصارحًا اياك عزيزي القارئ أنني والد لصبية تمّ تخريجها اليوم وكان نقاش طويل بين الإدارة، الأهل والطلاب حول كيفية إتمام التخريج في ظل الظروف الحالية وما نعيشه كشعب مقسّم بين الداخل، الضفة، غزة والشتات. ولم ينقطع التفكير للحظة عمّا يعيشه أبناء شعبنا في غزة من ويلات ودمار التي طالت كل شيء دون أي وازع أو رادع.
بعد نقاشات طويلة وعميقة، وصلت الإدارة مع الطلّاب لصيغة "احتفال" نوعي بعيدًا عن مظاهر البهرجة وعن الشكليات التي أفرغت طقوس حفلات التخريج من محتواها. وصل الطلّاب الى صيغة فيها يستعرضون أن حياتهم بدأت عام ٢٠٠٦ بحرب ووصلت الى التخرج عام ٢٠٢٤ بحرب أخرى، طبعًا ومرافقة عمليات عسكرية كثيرة وحروب ما بين سنة ولادتهم وسنة تخرجهم.
فقد تمّ التخرج على مدار ساعات منذ ساعات الصباح من خلال برنامج مقسم الى قسمين، شارك في القسم الأول طلاب ومعلمي طبقات الثانوية ومن ثم انضم الأهل لفقرات القسم الثاني.
حيث بدأ القسم الثاني بعرض فيلم قصير من انتاج طلّاب الصف الحادي عشر، الذي تم انتاجه بستوديو ابراهيم أبو اسعد وهو خريج مدرسة مسار من الفوج الثاني، حيث بدأ الفيديو بعرض صور ومقاطع فيديو للخريجين بمراحل عمرهم المختلفة ومن ثم غناء جماعي لأغنية فيروز "أنا صار لازم ودعكن" وهي فكرة لتوديع خريجي الصف الثاني عشر الفوج الرابع عشر بمدرسة مسار، حيث أنه بات نهجًا معهودًا من سنوات أن يقوم طلّاب الحوادي عشر بتحضير فقرة توديع لطلّاب الثاني عشر..
ومن ثم انتقل الأهالي الى مدرج المدرسة لمشادة لوحات فنية. درامية فيها عكس الطلًاب ما عايشوه منذ عام ٢٠٠٦ وهو عام ولادتهم والحرب آنذاك على غزة وجنوب لبنان، مرورا بالكورونا ووصولًا الى عام ٢٠٢٤ حيث التخريج من شقة والحرب القاتلة من شقة أخرى. وكان عليهم اتخاذ موقف، فكان موقفهم مشرفًا فيه انتماء وخاصية يعيشها كل فلسطيني بانتمائه لألم هذا الشعب وما يعانيه من الرزوح تحت الاحتلال.
كما وقدمّ طلاّب الثانوية من الصف الثاني أغنية الممنوعات للشيخ إمام، حيث غناها جميع الطلّاب بمرافقة عزف العديد من طلّاب الصف الحادي عشر والعاشر.
أغنية ممنوعات للفنان الشيخ إمام، كلمات أحمد فؤاد نجم
ما ميّز الاحتفال هو اللباس البسيط المكون من بلوزات وسراويل باللون الأسود مع وردة معلقة على صدر الطلّاب بالإضافة إلى الكوفية التي توشحّ بها جميع الطلّاب كوسيلة للتعبير عن الإنتماء لجميع مركبات الشعب الواحد.
كما أن الكلمات المقدمة بأسم المدرسة والتي قدمها المربي علي قادري كان لها وقعًا خاصًا ومميزًا باستعماله مفردات وعبارات قوية تدلل على التجذّر والانتماء كما أنه لها وقع لغوي قوي لمحبي اللغة العربية. (ستتم إضافتها لاحقًا). كما خصصت مسار كل طالب بكلمة تميزه حسب شخصيته أرفقت كهدية مع صورة للخريج\ة.
مما يتوجب ذكره ان المشاهد الدرامية التي قدمها الخريجون من إخراج المخرجة الشابة راما نصر الله من مدينة الناصرة
في نهاية التخريج توجه الأهالي لإدارة المدرسة السيدة خلود دراوشة والسيدة رلى شومر والاستاذ ابراهيم أبو الهيجا لشكرهم على المجهود وعلى التخريج المميز، ،كما وشكر الأهالي الطلّاب عن "حفل" التخريج الراقي والحضاري والنوعي.
مقطع فيديو يجمع بعض خريجي الفوج الرابع عشر مدرسة مسار -الناصرة
عذرا فاتني ان احيي واشكر العزيزه
خلود دراوشه ،والاخ ابراهيم ابو الهيجا
طبعا انتم شركاء بل حجر اساس العمل التربوي المتميز والخاص جدا ..
لكم كل التقدير
الف مبروك للخريجين
كلنا فخر بمدرستنا وطلابها ♥️
كل التقدير عزيزتي رلى وكل العافيه لكل العاملين ع اخراج هذا الحدث المميز، في منتهى الرقي،يحمل في طياته الكثير الكثير من المعاني ، التفكير السليم ،الانتماء والمسؤوليه ..
.يعبر بصدق عن مكنونات النفس ويبوح بما تحمله الروح في ثناياها ...
ينماهى مع الحاضر ،وعينه على المستقبل ...
غير منفصل عن الواقع ...
بوركتم اسرة مسار العريقه ..ادارة وطاقم المعلمين ، الطلاب والاهل ..
كل الاحترام ..انتم شئ خاص لا يشبه هذا الزمان !!!
مع خالص محبتي وتقديري:
لطفيه شهاب
❤️
فعلًا كان برنامج رائع ومؤثر. مش مفهوم ضمنًا الوعي الموجود عند الشباب والصبايا بهيك جيل وبهيك مجتمع، تحيّة للاهل وللمدرسة على التربية، وكل الحب والاحترام للخريجين🙏🏼❤️